تأسس الفوج في مدارس السريان بالقامشلي عام 1936 بهمة المربي الكبير الملفونو شكري جرموكلي ومجموعة من إخوانه العاملين في حقل التربية والكنيسة.
وبعزيمة كبيرة عملت الاسماء الاولى على الحفاظ على هذه المؤسسة رغم ضعف الإمكانيات المتوفرة آنذاك، الى ان وافقت وزارة المعارف واللجنة التنفذية العليا للكشاف في سورية عام 1952 على تأليف فرقة تحت رقم ( 4) بمدرسة القامشلي في مفوضية منطقة الجزيرة " القامشلي"
ومنذ ذلك التاريخ حرص الفوج على توسيع نشاط عمله وإدخال كل ماهو جديد لتنشئة فتية قادرين على الاعتماد على ذاتهم وصقل مواهبهم.
وبالفعل هذا ماأصبح حقيقة وكبرت العائلة الكشفية في القامشلي لتصبح فرقاً متعددة وكلٌّ منها حرص ان يختص في فئته العمرية ويُبدع فيها ويخوض الدورات الكشفية التدريبية على يد الكثير من القادة الكشفيين داخل سورية وخارجها التي لها الفضل الكبير في إيصال هذا الكنز الحقيقي الذي نقتني منه حتى يومنا هذا، لُيصار إلى تشكيل قطعان الجراميز وباقات الزهرات، والكشاف المبتدئ ( الأول ) ، والكشاف المتقدم، وعشيرة الجوالة ، بالإضافة إلى الركن الرئيس الذي كان ولازال منارةً نتباهى فيها بكل محبة وفخر أمام كل الأفواج وهو الفرقة الموسيقية والتي تُشكّل عماداً حقيقياً نرتكز عليه، وموروثاً سريانياً بمعزوفاته وألحانه التي يَحنُّ إلى سماعها الكبير قبل الصغير وفي مختلف المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية.
عندما نقول ثمانية وثمانين عاماً من تاريخ تأسيس الفوج حتى يومنا هذا، فمن المؤكد نريد الكثير من الصفحات والايام لنذكر اسماء وتواريخ كل من العناصر والقادة الذين استلموا دفّة القيادة حتى وصلتنا.
هذه الاسماء التي لم تبخل يوماً بالطاعة والنظام والإخلاص، وصدّر هذا الفوج الأطباء والمهندسين والمحاميين والرياضيين والفنانين وغيرها من المجالات، وأرشيف الفوج يشهد على مشاركات فوجنا العريق في مختلف الفعاليات والنشاطات وعلى مستوى معظم المحافظات السورية، بل تعدّاها للوصول الى تركيا و لبنان والسويد أيضاً، ولو فتحنا صفحات التاريخ المؤرشفة لدينا على مستوى القيادة لوجدنا اسماءً عديدة ( كريم سركيس- جان شماس - أوكين شماس - كورية شكري- الفنان جان كارات - الدكتور جان داؤود- كبرئيل نعمان- المهندس جورج عمسيح- الدكتور كبرئيل شمعون- جورج قرياقس - سامي سفر - انطون كورية- بسام ايشوع- رامي قس شمعون)
نكتفي بهذه الاسماء التي ذكرناها للاستشهاد فيها فقط وليس تقليلاً من عمل اي قائد أوكلت له مهمة كشفية، بل كانوا جميعاً خيرَ من مثّل هذا الفوج داخل سورية، وكم نفتخر اليوم ونحن نتابع ابناء هذا الفوج وهم يؤسسون ويفتتحون أفواجاً كشفية في مختلف دول الاغتراب دون كلل أو ملل.
يبلغ عدد عناصر فوجنا اليوم قرابة 200 عنصر موزعين بين مختلف الفرق الكشفية، هذا العدد لم يكن سوى جزءاً من الاعداد الكبيرة التي اجتمعت تحت سقف فوجنا العريق، إلّا ان الازمة التي تمر فيها البلاد ألقت بظلالها على فوجنا ايضاً ليتناقص العدد شيئاً فشيئاً، لكن هذا كلّه لم يوقفنا عن عملنا ورسالتنا ، وبالرغم من كل الأزمات الا اننا عدنا لبناء جسور التواصل مع مختلف الافواج السريانية التي استطعنا الوصول اليها، واقامة المخيمات الكشفية والترفيهية في محافظات حلب وحمص وحماه بعد عدة سنوات من الانقطاع، وكلنا أمل بأن يتعافى وطننا الحبيب سورية من أزمته، ونبقى نحن حاملين رسالتنا دائماً خدمةً لله وللوطن ولكنيستنا ولكل محتاج.
قيادة الفوج 2024